Human Development Professional Trainer

My photo
Neuro Linguistic Programming Certified Practitioner Hypnotherapy Certified Practitioner Assistant Pranic Healing Practitioner Acupressure Practitioner Reflexology Practitioner

Sunday, February 24, 2013


ثقافة الاختلاف


 رؤية: طاهر زهران

تعانى مصر فى هذه الايام من تفتت و تشرذم القوى الشعبية, فهناك حزب الكنبة الذى كنت اتشرف بعضويته و الاخوان و السلفيين و الاحزاب السياسية المختلفة و القوى الثورية منها الليبرالية و الاشتراكية,.......... الخ

و هناك تكتلات اقتصادية و منظمات مجتمع مدنى و جمعيات اهلية.

كل ما سبق هو من مكونات دولة مؤسسات قوية و ذات سيادة يحترمها العالم و لكن المشكلة فى عدم توحيد الرؤية الوطنية و الاهداف و محاولة البعض للسيطرة و تهميش الاخرين.

و هنا يجدر تحية قائد ثورة 25 يناير الحقيقى و هو الزعيم المخلوع الذى استطاع توحيد كلمة كل هؤلاء بكل اختلافاتهم الفكرية و الايدولوجية و توجهاتهم السياسية على كلمة واحدة  وعلى قلب رجل واحد يقولون "أرحل" و ضحوا بكل غال و نفيث لتحقيق هدفهم فسقط منهم شهداء و مصابين فقدوا اعينهم و اطرافهم و منهم من اصبح مقعدا و تغيرت حياتهم بالكامل فى سبيل العيش بآدمية و حرية و كرامة.

و لكن بعد خلع الرئيس  و الحزب الحاكم استمرت قيادات النظام البائد فى ادارة مؤسسات الدولة لفترة و بدأوا فى تنفيذ كلمة الرئيس المخلوع " اما انا و اما الفوضى" فبدأ سيناريو المشاكل بقيادة اللهو الخفى ذو اليد الثالثة و اليد الخفية بدءا من اثارة الفتن الطائفية و احداث بور سعيد مرورا بكل ما تعرفونه من ازمات و اعتصامات و نهاية بحرق المال العام و المصانع للضغط على المواطن البسيط و تفحيل مشكلة البطالة , ثم تسليم السلطة للاسلام السياسى بعد الاتفاق على الخروج الآمن.

كل ما سبق طبيعى جدا فى مثل هذه الظروف و يجب الا نكون ضيقى الافق و ننظر للفاسدين فى مصر انهم مجموعة اشرار منزوعى الضمائر استغلوا ذكاءهم و مناصبهم لجمع الاموال و افقار الشعب, و لكن يجب ان نعلم ان منظومة الفساد عالمية تستهدف بعض الدول ليس العربية فقط و لكن منها الاوروبية و الافريقية و الآسيوية, فالاستعمار لم ينتهى و لكن شكله تغير, فموارد الدول تحت الاستعمار تذهب للدول الاستعمارية من خلال منظومة فساد كبيرة.

اعداء الوطن لن يسمحوا باستقرار مصر و استفادة الشعب المصرى من خيرات الوطن و تدمير المنظومة الثلاثية التى خططوا لها استراتيجيا من عشرات السنين و بذلوا فيها الجهد و المال فى سبيل ترسيخ قواعدها. المنظومة الثلاثية هى "الجهل – الفقر – المرض" و سيستمرون فى اثارة الفتن بكل ما يستطيعون من قوة حتى يصلوا الى التقسيم الفعلى كما حدث فى السودان الشقيق و كاد ان يحدث فى ليبيا و يحاولون بشدة فى اليمن و سوريا و شمال السودان (الجزء الثانى).

كلنا نعلم ذلك ايضا و لكن السؤال لماذا كل هذا الاهتمام باسقاط و تقسيم مصر؟

هل لموقعها الجغرافى ام لثرواتها الطائلة (معادن, بترول, غاز, زراعة, صناعة,  ....... الخ)؟

من وجهة نظرى المتواضعة كل ذلك يمكن شراءه بالمال و هذا ليس مشكلة عند الدول الاستعمارية, ولكن المشكلة الحقيقية التى ترعب اعداء مصر هى العنصر البشرى – الشعب المصرى نفسه, لان تعداد المصريين يوازى تعداد الدول العربية مجتمعة تقريبا و طبيعة الشعب انه يحافظ على ((هويته)) و لم يؤثر فيه الاستعمار على مر العصور.

فاستقرار بلد مثل مصر بمواردها و موقعها و شعبها سياسيا و اقتصاديا و فى مناخ ديموقراطى بدون فساد يعنى ظهور امبراطورية قوية مثل الصين فى الشرق الاوسط بهوية عربية اسلامية مسيحية و حينها سيتوحد كل الدول العربية خلف رؤية السياسة المصرية لان فى ذلك الوقت ستكون مصر قوة عظمى لا تحتاج لاموال الدول العربية بل ستحتاج الدول العربية الى حماية و ريادة و ثقافة شعب مصر, لان القوة البشرية هى القوة الحقيقية لاى دولة, الشعب هو الجيش , الاطباء, العمال, المهندسين, الطلاب, الاساتذة, المزارعين, ....... الخ , و هذا فى الحقيقة ما يرعب اعداء الوطن و يخطف حلم ريادة المنطقة من بعض الدول (لاننا لو تخيلنا ارض مليئة بالخيرات و الاموال و احدث اسلحة بدون العنصر البشرى لتشغيل و حماية كل ذلك هل تؤثر على حياة ايا من المحيطين حولها؟)

فكان يجب على اعداء الوطن تشجيع كل اختلاف و ترسيخ العصبيات و الاستقطاب و اشاعة الفتن و خلط الاوراق و الافكار مستغلين ارتفاع نسبة الامية و قلة الخبرة السياسية.

كيف نستفيد من هذا الاختلاف و توظيفه لمصلحة الوطن لجعل الاعداء يشعرون بمشاعر ابليس يوم عرفة ؟

لتحقيق ذلك يجب اولا ان نعرف كيف تكونت شخصية كلا منا و كيف اكتسب افكاره و مبادءه و قيمه و ستتعجبون حين تعرفوا اننا لم نختر معظمها و لكننا نعيش لننفذها و نموت من اجلها.

هيا نبدا الرحلة من مرحلة الطفل الرضيع فالطفل اول ما يرى فى حياته الام و الاب و يتعلم منهم الكلمات و معناها و تعبيرات الوجه و تحركات الجسم و معنى الاحاسيس و السلوكيات و القيم و الاعتقادات الدينية و المبادىء و المثل العليا

ثم يكمل على ما تعلمه من باقى العائلة, الاخوة و الاخوات العم و الخال و الاقارب من العائلة

ثم المحيط الاجتماعى سواء كان ذلك من الجيران او اهل المنطقة و العادات و التقاليد فى المحيط الاجتماعى الذى نعيش فيه


ثم المدرسة من اسلوب المدرسين و التلاميذ و المسئولين بها من كلمات و تعبيرات و اخلاق و سلوكيات و فعل

ثم الاصدقاء و غالبا يختارهم من المدرسة او النادى

ثم بعد ذلك يتعلم من وسائل الاعلام المختلفة من تلفاز, فضائيات , انترنت ,صحف , مجلات, ..... الخ تنقل له معلومات و قيم و اخبار شعوب و ثقافات اخرى

ثم فى سن المراهقة يبدأ فى تكوين شخصيته بنفسه فيختار صفات من الاب و الام و الجيران و المدرسين و اصحابه و ابطال الافلام و السلسلات المشاهير و ابطال الرياضة و الاقارب و اساتذته فى الجامعة,  ......و هكذا

و هذا يسير على الاولاد و البنات.

و هنا يجب ان نتوقف لحظة لنجيب على الاسئلة التالية:

·       هل اخترت و الديك؟

·       هل اخترت شكلك او لونك او نوعك؟

·       هل اخترت البيت الذى تربيت فيه؟

·       هل اخترت المنطقة التى نشات و تربيت و تعلمت عاداتها و تقاليدها؟

·       هل اخترت من ربوك و القيم التى تربيت عليها؟

·       هل اخترت وطنك و جنسيتك؟

·       هل اخترت ايا من المدرسين الذين تعلمت على ايديهم فى المدرسة؟

·       هل اخترت المناهج الدراسية التى اضطررت لمذاكرتها و النجاح فيها لتحصل على شهادة دراسية؟

و يجب ان يسأل كلا منا نفسه لو كنت ولدت و تربيت فى ولاية امريكية لعائلة امريكية عادية فماذا سيكون رأيك فى مصر و المصريين و المسلمين بوجه عام؟

لو كنت ولدت و تربيت فى اسرائيل لعائلة يهودية صهيونية فكيف كنت تنظر للمصريين و المسلمين؟

و لو كنت ولدت و تربيت فى الهند لعائلة هندوزية تعبد البقر فكيف كنت ستنظر للمصريين و المسلمين؟ و كيف سيكون شعورك لو زرت مصر فى عيد الاضحى ؟

يقول علم التنمية البشرية ان الانسان يكتسب 90% من قيمه و مبادئه فى اول ثمان سنوات من عمره و فى هذا السن يكون طفل غير مسئول عن تصرفاته فما عليه الا ان يكتسب و يتعلم و ينفذ فقط , و بما اننا لم نختار كل ما ذكرنا فى الاسئلة السابقة فكل من ولد فى مجتمع آخر ايضا لم يختر ما تربى عليه و كلا منا يعيش ينفذ ما تربى عليه و ينفذه بكل قوة

فلا تتصور يا اخى المصرى ان من يصدر اليك الفساد و يحافظ على منظومة الجهل و الفقر و المرض لتظل دولة ضعيفة و متخلفة شخص شرير يسعى الى المكسب المادى و لكنه يحافظ على امنه القومى و على مصالح مواطنيه و لتامين طرق تجارته البحرية و مصادر الطاقة الذى يستورد معظمها من الشرق عبر قناة السويس.

و لا تنتظر يوما صحوة ضمير لدولة كبرى تترك الفرصة لدولة اخرى غير حليفة و ليس تحت سيطرتها ان تشكل قوة عظمى , فتفكيك الاتحاد السوفيتى لم يكن صدفة, و افلاس بعض دول الاتحاد الاوروبى و الشبح الذى يهدد منطقة اليورو بخروج بعض الدول منه ايضا ليست صدفة, و تقسيم الدول العربية لدويلات متصارعة على اساس طائفى و دينى و عرقى لتصفى عنصرها البشرى بنفسها لتبقى الارض و ما عليها وما تحتها من ثروات غنيمة لمن فكر بذكاء و خطط استراتيجيا و لم يسعى لمكاسب شخصية و وضع مصلحة بلده فوق كل اعتبار.

الحل

1.    ان يعى اخوانى المصريين انهم بهذه الطريقة يسيرون بخطى ثابتة فى الطريق الذى يسعد اعداء الوطن

2.    وقفة مع النفس و اتخاذ قرار ان يكون كل من يحمل الجنسية المصرية فى الداخل و الخارج يدا واحدة و على قلب رجل واحد بصرف النظر عن الدين او التوجه السياسى و الاقليم الذى ولد فيه على ارض مصر.

3.    الوقوف ضد اى عصبيات و افشال كل محاولات تؤدى الى مواجهات بين اى اطراف مصرية ايا كان السبب و ايا كان منصب او شخصية صاحب الدعوة لذلك.

4.    تشجيع فكر العمل الجماعى و انخراط كل القوى السياسية فى مرحلة بناء و تطوير مع محاربة كل فاسد حتى لو كان يسمى نفسه "اسلام سياسى" فاللحية و الجلباب وحدهم ليسوا ضمانة لطهارة القلوب او الوطنية.

5.    توحيد القوى الشبابية و تشجيع العمل الوطنى التطوعى و تحويل طاقات كل الشباب المصرى الى التراس بناء مصر, و لا ننسى ان اكثر من 50% من سكان مصر شباب فى السن (من 15 الى 40 سنة)

6.    ان نعلم جيدا ان تحقيق ما سبق سيجد حربا شرسة بكل الالوان و اللغات و بحجج مختلفة لاننا فى معركة بقاء و نجاحنا يهدد الامن القومى لدول استعمارية اخرى من وجهة نظرهم فيجب ان نتحد لنكون موجودين على خريطة الدول التى تملك قوت يومها برئيس و حكومة و شعب مثقف و قوى و ذلك ليس سهلا و نقنعهم اننا ليس لدينا اى طموحات توسعية و لا نشكل خطرا على احد..

بسم الله الرحمن الرحيم

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"

صدق الله العظيم

(13) سورة الحجرات

No comments:

Post a Comment